الطفيلية – Parasitism

 إحدى الغرائز الغير حميدة عند بعض من أصناف الكائنات البشرية، وقد افسر هذه الظاهرة، أو الغريزة، نوعا ما.. مستفحلة، عند الصنف البشري الذي ليس لديه شغلة ولا شاغل ولا مشغلة! وما أتطرق له هنا هو ليس “الفضول” الذي هو بالآخر، غريزة من غرائز البشر. لكن، “الفضول” لدى البشر لطالما كان هو الدافع الاساسي للكائن البشري أن يكتشف ماهيته، وماهية ما حوله، وبالتالي انشاءه لعلوم الحياة وتطويره لها.

الطفيلية البشرية قد تكون قليلاُ شبيهة بطفيلية البكتيريا إتجاه الكائنات الحية، حيث قد يكون التطفل حميد، أو يكون غير حميد.. وبما أن الكائن البشري يحتوي على جهاز عصبي، متميز بدماغ، وإرادة حرة فأنه ليس ببكتيريا. ولكن الأثنان كلاهما يشتركان بنفس المبدأ من ناحية الطفيلية. حيث ان التطفل يصدر من الجسم الطفيلي تجاه ما يتواجد حوله من كائنات لتخريبها و افتراسها، أو الترمم عليها والعيش على فضلاتها. الشغف بالطفيلية لدى الكائنات البشرية شبيه بعض النوع بـ خاصية “الارتمام” عند البكتيريا الطفيلية، أي العيش على فضلات الكائنات الأخرى.

هذا الصنف من المخلوفات البشرية، يشغفون بالتدخل في شؤون الغير سواءً من الغرباء أم من الأقرباء، عادة، هؤلاء الطائفة من البشر، يشغفون بمعرفة أي طارئ يطرأ وحاصل يحصل على الأخرون من أقرانهم الغرباء من البشر، ويشغفون بالتطفل بحسب الإمكان و بحسب الإستطاعة في الموقف الطارئ أمامهم، أو حتى بأضعف إيمانهم، الإدلاء برأي فقط، أو إثراء تعليق على الموقف أو الظاهرة الحادثة أمامهم حسب نظرتهم إن كان مستهجن لديهم أو محبذ لديهم، وغالباَ، الكائن الطفيلي يبدي رأيه فيما يستهجنه فقط أو غير ما يألفه عن طبيعته و وسطه، ضاراً أقرانه من البشر بتطفله، وتصرفاته الطفولية معيقاً سير حياتهم، لإشباع .غريزته الطفولية و الطفيلية

 غريزة هؤلاء الطائفة، تصدر منهم  بالرغبة بالتطفل على الآخرين، و تخريب مساعيهم، منمةَ عن إضطرابتهم الشخصية و النفسية، و قصر بصيرتهم، وضيقة أفقهم، وقلة ثقافتهم في مبادئ الحريات والإرادة الذاتية، وبالإضافة إلى التعويض عن ماينقصهم ويفتقدونه نفسياً و عاطفياً.

ضيق الأفق لدى الكائن البشري الطفيلي، و سعيه الدائم للبحث عن مالا يخصه، و مما لا ينبغي أن يكون من ضِمن إهتمامته من أخبار.. يأتي من خلو الكائن عقلياً  و شخصياً من الإهتمامات البنائة له شخصياً، أو للبشرية أجمعها، وبالإضافة، لإنعدام وجود طموح ومساعيَ  يسعىَ  إليها و مشاغل تشغله عن أقرانه من الخلق ، وعن مايسرون، وعن مايبطنون، وما يجري بينهم من خصوصيات… و بالطبع، سوف ينعكس هذا الفراغ العقلي، أو ربما العاطفي، بإدخال الكائن الطفيلي “عصه” فيما لا يعنيه، والبحث و التجسس وإبداء “لقافته” الدائمة، دوماً على أقرانه من البشر، كي يشعر بالرضا بإشباع عادته القهرية، ويشعر بالرضا بفرض رغبته بإبداء رأيه، ليسيٌر الآخرين من الكائنات البشرية على مايشتهي هواه المُستهجِن لكل مالا يطيق عقلهُ إستياعبه، وفهمه.. وبالتالي إشباع رغباته الدكتاتورية .لتسيير البشر على منهجياته المنقوصة

لكل بنيٌ  البشر، الذين يعانون من الطفيليات الملقوفة… أقرانكم و أسلافكم من الناس مايملي عينها غير التراب

.ٌتم

حُرر في الرابع من شهر إبريل ٢٠١٢

Tagged , , , , , , , ,

One thought on “الطفيلية – Parasitism

  1. guest says:

    الفرق بين “البريدتور”الكائن المفترس و”الباراسايت” الكائن الطفولي, كما كتب في ويكيبيديا, ان الاخير غالبا مايكون تافه الحجم مقارنة بالمضيف.
    لكن هذا لا ينطبق على على البشريات الطفيلية
    قد يفوق البشر الطفيلي حجم مضيفه بأضعاف
    . لذلك – للأسف الشديد – على العكس من الكائنات الطفوليه المثيرة للأهتمام
    (كالبراغيث و البلهرسيا مثلا)
    لن تحتاج الى القيام بتحليل براز لتتيقن من وجوده
    او ان تاتي بعدسه مكبرة لتتمكن رؤيته
    ستراه! حتى لو لم ترد ذلك….
    وستحس بأثاره في حضرتك و في غيبتك

    لسوء الحظ لا يوجد هناك اي طريقة مضمونه لتحاشي التعرض للاصابه بالبشريات الطفيلية
    اي انه لا بد لك وان تصاب بأحدى تلك البشريات بين الوقت والاخر
    الابتعاد على البيئة التي يحتاجها هذا الكائن للبقاء على قيد الحياة قدر الامكان هو أفضل طريقة لتحصن
    – كمستنقعات الفراغ
    والمناطق التي تعاني من شح في استخدام العقول-
    ولا بأس من التواجد مع الانواع الغير مؤذية او محددودة الاذى
    فهم انواع وكلٌ على يصنف على حسب ما يعانيه من الفراغ واللا اهمية
    وعادة ما تكون الانثى في البشريات الطفيلية اشد شراسة في البحث والتقصي

    وبعيدا عن التشبيهات البلاغيه
    انا اظن اننا كبشر كلنا نملك درجات متفاوته من الفضول تجاه الغير
    ومجلات المشاهير وفضائح الببراتزي هي دليل على ذلك
    لكننا عادة نحب ان نتطفل على من نهتم لأمره
    كالسياسين ،اللاعبين ، المغنين او غيرهم المشاهير
    ممن نضعهم عادةٌ في منزله عالية أو مهمه نوعا
    وهذا لأننا نريد ان نحسس انفسنا انه على الرغم من كل شي مازلنا افضل منهم في بعض الامور، واننا نستطيع ان ننال من هذا او تلك.

    لذلك متى ما احسست بالانزعاج من احد المتطفلين او المتطفلات ..
    تذكر هذا وضع في حسبانك انك قد تكون بمثابة السيليبرتي بالنسبة له
    قد لا يحبك. لكنه بالتأكيد يهتم بأمرك

    شكرا لك على مدونتك الجميله . وابارك لك الافتتاح
    لي شرف ان اكون زائر يترك رد
    .. keep speaking

Leave a comment